Awesome Image
Awesome Image
2015
2015-03-25 17:53

الجوانب السلبية في مجال التعليم في مصر وكيفية تفاديها

لا شكَّ أننا في مصر نهتم اهتمامًا كبيرًا بالجانب النظري ولا نعطي اعتبارًا أو أهمية كبيرة للجانب العملي، وهذه المشكلة تبدأ في الظهور خلال المرحلة الأولى من سنوات التعليم حيث يعتمد الطفل اعتمادًا كاملًا على الحفظ فقط دون إعمال عقله وإعطائه فرصة للبحث والتفكير في معاني الأشياء وإدراك مكنوناتها، وما المعلم في هذه المرحلة إلا كالملقن فهو يكتب مادته على السبورة ويكتفي أن ينقلها التلاميذ دون بيان معاني الألفاظ وشرحها وتبسيطها لهم لكي يفهموها جيدًا، وربما نعذر المعلم في هذه المرحلة نظرًا لامتلاء الفصل عن آخره بالتلاميذ وعدم وجود نظام هندسي داخل الفصل يتيح للتلاميذ أن يركزوا جيدًا مع المعلم، فالفصل يتعدى الخمسين تلميذًا ما بين تلميذ ذكي وآخر متوسط الذكاء وآخر غير مبالٍ بما يقوله المعلم وهذا حاصلٌ بالفعل، لذا يلجأ التلاميذ بعد انقضاء يوم شاقٍّ في المدرسة إلى الدرس الخصوصي لكي يحسنوا من مستوياتهم وهم بذلك يضيفون عبئًا ثقيلًا على كاهل آبائهم، فالدروس الخصوصية أضحت تجارة رابحة للمدرسين فالتلميذ يتلقى فيها الدرس بشكل أفضل من المدرسة ويأخذ المعلومة المدفوعة الأجر من مدرسه الخصوصي الذي يكيل بمكيالين.

ننتقل بعد ذلك إلى المرحلة الإعدادية التي يكثف فيها الآباء جهودهم مع الأبناء كي يدخلوا الثانوية العامة، وهذه الجهود أيضًا هي دعم الطالب بالدروس الخصوصية حتى يتمكن من تحصيل المواد تحصيلًا يمكنه من اجتياز هذه المرحلة بأمان، أما عندما يذهب الطلاب إلى المرحلة الثانوية فإننا نرى كارثة حقيقية تتمثل في هجر الطلاب للمدارس وتفرغهم تفرغًا تامًّا للدروس الخصوصية حتى يستطيعوا اللحاق بكليات القمة أو ما يعادلها، وفي هذه المرحلة يشتد التوتر وتزيد المصاريف على الآباء خاصة محدودي الدخل الذين يعانون الأمرين في سبيل حفظ مستقبل أبنائهم وإيصالهم إلى ما يرغبون فيه.

ولو أردنا أن نصحح ونعالج السلبيات في العملية التعليمية فيجب أن نعمل على سد ثغرة الدروس الخصوصية وإعادة دور المدرسة إلى سابق عهدها الجميل الذي خرَّج الأجيال من أطباء ومهندسين واقتصاديين وباحثين ملأوا الدنيا بعلمهم وثقافتهم، وأن نعمل على تحسين المناهج التعليمية فهي الأساس والتي تدور في فلكها كل أركان العملية التعليمية ونقوم بتطويرها بما يتناسب مع الآونة التي نعيشها ونعمل على ربط المناهج بالتطورات التكنولوجية الهائلة واستخدام أفضل الوسائل التعليمية لإيصال المعلومة إلى أذهان الطلاب، ولا ينبغي أن تقتصر المناهج على معلومات ثابتة يحفظها الطالب استعدادًا للامتحان فقط، بل يجب أن يكون المنهج الدراسي لصيقًا بالواقع العملي وأن يكون متعدد الاتجاهات شاملًا لكل مناحي الحياة وأن تتخلص الحياة التعليمية من طريقة التلقين والحفظ دون فهم أو وعي، وذلك لأن طلاب اليوم هم قادة الغد وصانعو نهضة مصر فلا بدَّ أن يكون تعليمهم صحيحًا على أسس علمية سليمة تدعم الفكر والابتكار وترعى الإبداع وتنمي مواهب المبدعين والموهوبين.


بقلم أ/ أسامة عامر

اشراف ومراجعة د/ محمد سهل

اشراف عام أ/ مصطفى نوفيق